المنتدى ايت تامنت
اهلا وسهلا بك اخي الزائر الكريم ... يسرنا تشريفنا بالانضام الي اسرتنا المتواضعه ...

اهـــــــلا بكــــــم....

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المنتدى ايت تامنت
اهلا وسهلا بك اخي الزائر الكريم ... يسرنا تشريفنا بالانضام الي اسرتنا المتواضعه ...

اهـــــــلا بكــــــم....
المنتدى ايت تامنت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

مواضيع مماثلة
    سحابة الكلمات الدلالية

    موسوعة  كلمة  نهاية  الرسول  كتاب  

    المواضيع الأخيرة
    »  اسطوانة القران الكريم والتفسير الايات - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالإثنين يونيو 06, 2016 6:46 am من طرف irgui82

    » أسطوانة برنامج جوامع الكلم الشيخ محمد حسان - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالإثنين يونيو 06, 2016 3:51 am من طرف irgui82

    »  تجمـــــــ الأسطوانات ـــــــــيع مــــ صنعــــ ورفعـــي ـــن
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالخميس مايو 26, 2016 7:13 am من طرف irgui82

    » أسطوانة للشيخ الصغير القارئ احمد المصباحي رواية و قراءة حفص عن عاصم - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالخميس مايو 26, 2016 6:50 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة القرأن الكريم للشيخ ابراهيم الاخضر - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالأحد مايو 01, 2016 6:46 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة سلسلة دروس في الفتن وأنواعها- مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 30, 2015 2:58 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة خير القرون لشيخ محمد العريفي- مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 30, 2015 2:54 am من طرف irgui82

    » القران الكريم - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالإثنين يونيو 15, 2015 10:46 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة إداعة القران الكريم - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2015 5:42 am من طرف irgui82

    المواضيع الأخيرة
    »  اسطوانة القران الكريم والتفسير الايات - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالإثنين يونيو 06, 2016 6:46 am من طرف irgui82

    » أسطوانة برنامج جوامع الكلم الشيخ محمد حسان - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالإثنين يونيو 06, 2016 3:51 am من طرف irgui82

    »  تجمـــــــ الأسطوانات ـــــــــيع مــــ صنعــــ ورفعـــي ـــن
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالخميس مايو 26, 2016 7:13 am من طرف irgui82

    » أسطوانة للشيخ الصغير القارئ احمد المصباحي رواية و قراءة حفص عن عاصم - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالخميس مايو 26, 2016 6:50 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة القرأن الكريم للشيخ ابراهيم الاخضر - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالأحد مايو 01, 2016 6:46 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة سلسلة دروس في الفتن وأنواعها- مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 30, 2015 2:58 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة خير القرون لشيخ محمد العريفي- مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 30, 2015 2:54 am من طرف irgui82

    » القران الكريم - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالإثنين يونيو 15, 2015 10:46 am من طرف irgui82

    »  أسطوانة إداعة القران الكريم - مــــ صنعـــ ورفعـــــي
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا I_icon_minitimeالخميس يونيو 11, 2015 5:42 am من طرف irgui82

    نوفمبر 2024
    الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
        123
    45678910
    11121314151617
    18192021222324
    252627282930 

    اليومية اليومية

    التبادل الاعلاني

    انشاء منتدى مجاني



    أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
    لا يوجد مستخدم

    التبادل الاعلاني
    احداث منتدى مجاني

    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا

    اذهب الى الأسفل

    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا Empty كيف يبتلى الصالحون في الدنيا

    مُساهمة من طرف irgui82 الأربعاء نوفمبر 25, 2009 1:00 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف يبتلى الصالحون في الدنيا والله يقول في القرآن: (فلَنَحيينهم حياة طيبة)؟
    السؤال: هناك بعض الأمور التي يظهر لي أن فيها تعارضاً, وأحتاج منكم أن تنوروني بعلمكم جزاكم الله خيراً . نجد أن الصالحين يبتلون في الدنيا ، وعلى قدر قوة الإيمان يزيد البلاء ، والله يقول في القرآن : (فلَنَحيينهم حياة طيبة) .
    الحمد لله

    أولاً :

    يجب أن يُعلم أن ما أخبر الله به لا يمكن أن يتعارض مع الواقع أبداً ، لأن أخبار الله تعالى بلغت الغاية في الصدق ، قال الله تعالى : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا) الأنعام/115 ، وقال : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلًا) النساء/122 ، وقال : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثًا) النساء/87 .

    ثانياً :

    لا شك أن عِظَم الجزاء مع عِظَم البلاء , وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم , وفي الابتلاء للعبد حكَم وفوائد كثيرة ، في الدنيا ، والآخرة .

    وانظر في ذلك : جوابي السؤالين : ( 35914 ) و ( 21631 ) .



    وأما معنى " الحياة الطيبة " الوارد ذِكرها في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97 : فالأقوال فيها متنوعة ، وليس منها أن الله يفتح للمؤمن العامل للصالحات الدنيا ، ويقيه الحزن ، والفقر ، والسوء ، فالواقع يشهد بغير هذا - بل إن أولئك من أكثر الناس ابتلاء بمثل هذا - ، وجماع معنى الحياة الطيبة في الآية : حياة القلب ، وسعادته ، وانشراحه ، وإذا رُزق شيئا من متاع الدنيا فيكون حلالاً يقنع به ، وعلى ذلك جاءت أقوال المفسرين .

    1. ذَكر الإمام الطبري رحمه الله أقوال العلماء في معنى " الحياة الطيبة " ، وهي :

    أ. يحييهم في الدنيا ما عاشوا فيها بالرزق الحلال .

    ب. يرزقهم القناعة .

    ج. الحياة الطيبة : الحياة مؤمنًا بالله عاملا بطاعته .

    د. الحياة الطيبة : السعادة .

    هـ. الحياة في الجنة .

    واختار رحمه الله من هذه الأقوال - غير المتضادة - : القول الثاني ، فقال :

    وأولى الأقوال بالصواب : قول من قال : تأويل ذلك : فلنحيينه حياة طيبة بالقناعة ؛ وذلك أن من قنعه الله بما قسم له من رِزق : لم يَكثر للدنيا تعبُه ، ولم يعظم فيها نَصَبه ، ولم يتكدّر فيها عيشُه باتباعه نفسه ما فاته منها وحرصه على ما لعله لا يدركه فيها ...

    وأما القول الذي رُوي عن ابن عباس أنه الرزق الحلال : فهو مُحْتَمَل أن يكون معناه الذي قلنا في ذلك ، من أنه تعالى يقنعه في الدنيا بالذي يرزقه من الحلال ، وإن قلّ : فلا تدعوه نفسه إلى الكثير منه من غير حله ، لا أنه يرزقه الكثير من الحلال ؛ وذلك أن أكثر العاملين لله تعالى بما يرضاه من الأعمال : لم نرهم رُزِقوا الرزق الكثير من الحلال في الدنيا ، ووجدنا ضيق العيش عليهم أغلب من السعة .

    " تفسير الطبري " ( 17 / 291 ، 292 ) .

    ب. وقال ابن القيم رحمه الله :

    وأطيب العيش واللذة على الإطلاق : عيش المشتاقين ، المستأنسين ، فحياتهم : هي الحياة الطيبة في الحقيقة ، ولا حياة للعبد أطيب ، ولا أنعم ، ولا أهنأ منها ، فهي الحياة الطيبة المذكورة في قوله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) وليس المراد منها الحياة المشتركة بين المؤمنين والكفار ، والأبرار والفجار ، من طيب المأكل ، والمشرب ، والملبس ، والمنكح ، بل ربما زاد أعداء الله على أوليائه في ذلك أضعافاً مضاعفة ، وقد ضمن الله سبحانه لكل مَن عمل صالحاً أن يحييه حياة طيبة ، فهو صادق الوعد الذي لا يخلف وعده ، وأي حياة أطيب من حياة اجتمعت همومه كلها ، وصارت هي واحدة في مرضات الله ، ولم يستشعب قلبه ، بل أقبل على الله ، واجتمعت إرادته ، وأفكاره التي كانت منقسمة ، بكل واد منها شعبة على الله ، فصار ذكر محبوبه الأعلى ، وحبه ، والشوق إلى لقائه ، والأنس بقربه ، وهو المتولى عليه ، وعليه تدور همومه ، وإرادته ، وتصوره ، بل خطرات قلبه ... .

    " الجواب الكافي " ( ص 129 ، 130 ) .

    وقال رحمه الله أيضاً :

    وقد فُسرت الحياة الطيبة : بالقناعة ، والرضى ، والرزق الحسن ، وغير ذلك ، والصواب : أنها حياة القلب ، ونعيمه ، وبهجته ، وسروره بالإيمان ، ومعرفة الله ، ومحبته ، والإنابة إليه ، والتوكل عليه ؛ فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها ، ولا نعيم فوق نعيمه ، إلا نعيم الجنة ، كما كان بعض العارفين يقول : " إنه لتمر بي أوقات أقول فيها : إن كان أهل الجنة في مثل هذا : إنهم لفي عيش طيب " ، وقال غيره : " إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طرباً " .

    " مدارج السالكين " ( 3 / 259 ) .

    والأقوال في هذا المعنى كثيرة ، وكلها تدل على أن الحياة الطيبة هي حياة معنوية ، يعيشها قلب المؤمن مطمئناً بقضاء الله تعالى ، ومنشرحاً بما قدره عليه ، وسعيداً بإيمانه بربه تعالى ، وليس المراد من الحياة الطيبة – قطعاً – النعيم البدني ، وانعدام الأمراض والفقر وضيق العيش .



    وننبه إلى أن القول بأن الحياة الطيبة إنما تكون الجنة : بعيد عن معنى الآية ؛ لأن الله تعالى ذَكَرَ بعدها نعيم الجنة لمن آمن وعمل صالحاً .

    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :

    "وفي الآية الكريمة قرينة تدل على أن المراد بالحياة الطيبة في الآية : حياته في الدنيا حياة طيبة ، وتلك القرينة هي أننا لو قدرنا أن المراد بالحياة الطيبة : حياته في الجنة في قوله : ( فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) : صار قوله : ( وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) : تكراراً معه ؛ لأن تلك الحياة الطيبة هي أجر عملهم ، بخلاف ما لو قدرنا أنها في الحياة الدنيا ، فإنه يصير المعنى : فلنحيينه في الدنيا حياة طيبة ، ولنجزينه في الآخرة بأحسن ما كان يعمل ، وهو واضح ، وهذا المعنى الذي دل عليه القرآن : تؤيِّده السنة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم ..." انتهى .

    " أضواء البيان " ( 2 / 441 ) .



    وعلى هذا ؛ فالحياة الطيبة للمؤمن في الدنيا لا تنافي الابتلاء ؛ وذلك لأسباب :

    1. المسلم يعلم أن رفع الدرجات ، وتكفير السيئات ، وبلوغ الغايات : لا يمكن أن تنال إلا على جسر من الابتلاءات ، والامتحانات , ولذلك كان السلف يفرحون بالابتلاء ؛ لما يرجون من الثواب ، والجزاء , كما جاء في الحديث عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : (قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً ؟ قَالَ : الأَنْبِيَاءُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ الصَّالِحُونَ إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُبْتَلَى بِالْفَقْرِ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُهُمْ إِلاَّ الْعَبَاءَةَ يُحَوِّيهَا وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيَفْرَحُ بِالْبَلاَءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ) رواه ابن ماجه (4024) ، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" .

    وهذا الفرح غير مسألة تمني البلاء , فتمني البلاء لا يجوز ، كما جاء في الحديث عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِى أَوْفَى رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : (أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ) رواه البخاري (6810) ومسلم (1742) .

    قال ابن القيم رحمه الله :

    وإذا تأملت حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده ، وصفوته بما ساقهم به إلى أجلِّ الغايات ، وأكمل النهايات التي لم يكونوا يعبرون إليها إلا على جسر من الابتلاء والامتحان ... وكان ذلك الابتلاء والامتحان عين الكرامة في حقهم ، فصورته صورة ابتلاء ، وامتحان ، وباطنه فيه الرحمة والنعمة ، فكم لله مِن نعمة جسيمة ، ومنَّة عظيمة ، تُجنى من قطوف الابتلاء ، والامتحان ، فتأمل حال أبينا آدم صلى الله عليه وسلم ، وما آلت إليه محنته ، من الاصطفاء ، والاجتباء ، والتوبة ، والهداية ، ورفعة المنزلة ... وتأمل حال أبينا الثاني نوح صلى الله عليه وسلم ، وما آلت إليه محنته ، وصبره على قومه تلك القرون كلها ، حتى أقر الله عينه ، وأغرق أهل الأرض بدعوته ، وجعل العالم بعده من ذريته ، وجعله خامس خمسة ، وهم أولو العزم الذين هم أفضل الرسل , وأمَر رسولَه ونبيه محمَّداً أن يصبر كصبره ، وأثنى عليه بالشكر ، فقال : ( إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً ) فوصفه بكمال الصبر ، والشكر ، ثم تأمل حال أبينا الثالث إبراهيم صلى الله عليه وسلم إمام الحنفاء ، وشيخ الأنبياء ، وعمود العالم ، وخليل رب العالمين من بني آدم ، وتأمل ما آلت إليه محنته ، وصبره ، وبذله نفسه لله ، وتأمل كيف آل به بذله لله نفسه ، ونصره دينه إلى أن اتخذه الله خليلاً لنفسه ... وضاعف الله له النسل ، وبارك فيه ، وكثر ، حتى ملؤوا الدنيا ، وجعل النبوة والكتاب في ذريته خاصة ، وأخرج منهم محمَّداً صلى الله عليه وسلم وأمَره أن يتبع ملة أبيه إبراهيم ... .

    فإذا جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وتأملت سيرتَه مع قومه ، وصبره في الله ، واحتماله ما لم يحتمله نبي قبله ، وتلون الأحوال عليه ، مِن سِلْم وخوف ، وغنى وفقر ، وأمن وإقامة ، في وطنه وظعن عنه ، وتركه لله ، وقتل أحبابه ، وأوليائه بين يديه ، وأذى الكفار له بسائر أنواع الأذى ، من القول ، والفعل ، والسحر ، والكذب ، والافتراء عليه ، والبهتان ، وهو مع ذلك كله صابر على أمر الله ، يدعو إلى الله ، فلم يُؤْذَ نبي ما أوذي ، ولم يحتمل في الله ما احتمله ، ولم يُعْطَ نبي ما أعطيه ، فرفع الله له ذِكره ، وقرن اسمه باسمه ، وجعله سيد الناس كلهم ، وجعله أقرب الخلق إليه وسيلة ، وأعظمهم عنده جاهاً ، وأسمعهم عنده شفاعة ، وكانت تلك المحن والابتلاء عين كرامته ، وهي مما زاده الله بها شرفاً ، وفضلاً ، وساقه بها إلى أعلى المقامات ، وهذا حال ورثته من بعده ، الأمثل ، فالأمثل ، كلٌّ له نصيب من المحنة ، يسوقه الله به إلى كماله بحسب متابعته له .

    " مفتاح دار السعادة " ( 1 / 299 – 301 ) .

    2. والمسلم جنته في صدره , ولو كان مكبَّلا بأصناف البلاء , قال ابن القيم - يصف حال شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وهو يتنقل في أصناف من البلاء والاختبار - :

    قال لي مرة - يعني : شيخ الإسلام - : ما يصنع أعدائي بي ؟! أنا جنتي وبستاني في صدري ، أنَّى رحت فهي معي لا تفارقني ، إنّ حبْسي خلوة ، وقتْلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة " . وكان يقول في محبسه في القلعة : " لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة " ، أو قال : " ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير " ، ونحو هذا .

    وكان يقول في سجوده وهو محبوس : " اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله ، وقال لي مرة : " المحبوس من حُبس قلبه عن ربه تعالى ، والمأسور من أسره هواه " ، ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) الحديد/13 ، وعلم الله ما رأيتُ أحداً أطيب عيشاً منه قط ، مع كل ما كان فيه من ضيق العيش ، وخلاف الرفاهية والنعيم ، بل ضدها ، ومع ما كان فيه من الحبس ، والتهديد ، والإرهاق ، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً ، وأشرحهم صدراً ، وأقواهم قلباً ، وأسرهم نفساً ، تلوح نضرة النعيم على وجهه ، وكنا إذا اشتد بنا الخوف ، وساءت منا الظنون ، وضاقت بنا الأرض : أتيناه ، فما هو إلا أن نراه ، ونسمع كلامه ، فيذهب ذلك كله ، وينقلب انشراحاً ، وقوةً ، ويقيناً ، وطمأنينة ، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقائه ، وفتح لهم أبوابها في دار العمل ، فأتاهم من روحها ، ونسيمها ، وطيبها ، ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها .

    " الوابل الصيب " ( ص 110 ) .

    فهذه الجنة التي وجدها شيخ الإسلام ، ويجدها أهل الإيمان والتقوى ، من انشراح الصدر ، والبال ومن الطمأنينة , والعيش بين الشكر والصبر : لهي والله السعادة التي ينشدها العقلاء ، ويطلبها الصالحون ، ويسعى إليها الساعون .

    وهذه والله هي حقيقة الحياة الطيبة التي وعدهم الله إياها في الدنيا .

    رزقنا الله وإياكم إياها , وجعلنا من أهلها .

    وانظر في فوائد ابتلاء المؤمن جواب السؤال رقم : ( 12099 )

    والله أعلم
    irgui82
    irgui82
    المدير
    المدير

    عدد المساهمات : 627
    تاريخ التسجيل : 03/11/2009
    العمر : 42

    https://ait-tamant.mam9.com

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى